مقال : الفرج السعودي يسعف نتنياهو مؤقتا !
لولا تصريحات محمد بن سلمان المبرمجة والمدروسة لقناة فوكس الامريكية، لما حاز خطاب نتنياهو بالامم المتحدة لهذا الصدى في بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية، هذا الخطاب اسعف
سهيل ذياب - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما
نتنياهو محاولا الخروج من عمق ازمته السياسية والشخصية والتي وصلت الحضيض. واذكر أن المفكر الكبير اميل حبيبي تحدث وكتب كثيرا عن اوهام.." الفرج العربي"، محذرا شعبنا الفلسطيني عدم الوقوع بهذا الوهم، ونحن الفلسطينيون الباقون بعد نكبة ١٩٤٨ اكثر من دفع ثمنا غاليا بسبب هذا الوهم الذي لم يأت ابدا، ولن يأت مجانا في المستقبل.
لكن نتنياهو لم يقم سوى بتضخيم الحدث السياسي الذي لم ينضج بعد، للهروب الى الامام، ومحاولة استعادة مكانته السياسية والشخصية على الساحة الدولية الغربية، ولكنه بالوقت نفسه لم يربح نقاطا ابدا في الحلبة السياسية الاسرائيلية الداخلية.
أما على المدى المتوسط والبعيد، فإن أزمة نتنياهو وحكومته ستتعمق أكثر وأكثر للأسباب التالية:
١. سيعود نتنياهو للبلاد ليواجه القضايا الحقيقية والساخنة للجمهور الاسرائيلي؛ الانقلاب القضائي، غلاء المعيشة، قانون تجنيد الحريديم، الاجرام المتفشي، ومحاكماته المتجددة مع بداية السنة القادمة، وسيعود نتنياهو لخيارات افضلها مر بالنسبة له، ومهما كانت خياراته فأزمته ستتعمق اكثر واكثر.
٢. السعودية لم تعد السعودية قبل الحرب في اكرانيا. ولم تعد أحادية التحالف مع الغرب. السعودية اليوم قرأت الخارطة، وحددت استراتيجيتها المرنة، دخلت البريكس، وعقدت اتفاقيات اقتصادية لافته مع الصين وروسيا خاصة بموضوع الطاقة والنفط، وطبعت العلاقات مع ايران، ودخلت في عملية انهاء الصراع في اليمن، والعوده الى سوريا. باختصار ، تقدم السعودية اليوم منوط بالتفاهم والهدوء الاقليمي. وواضح ان المملكة ستقيم التزازن بين كل هذه المصالح، وما يهمها اليوم هو تعزيز قدراتها العسكرية والنووية وتكريس زعامتها للعالم العربي والاسلامي .
٣. لقد غاب عن بال نتنياهو، الحجر الذي نسيه البناؤون والذي اصبح رأس الزاوية، لقد تناسى " العامل الفلسطيني" في حسم توازن القوى، وما جواب شعبنا السريع في غزة والضفة الغربية اليوم له رسالة واضحة؛ أن لا سلام بدون احقاق حقوق شعب فلسطين وسيادته الوطنية.
٤. الجمهور الاسرائيلي المحتج لاكثر من ٩ أشهر، سيجد نفسة في الحقبة القادمة بين خيارين: تطبيع مع السعودية من خلال دكتاتورية وابرتهايد، أم تمعيق الديمقراطية الهشة ورؤية جذورها في احتلال شعبنا والتنكيل به.
٥. 80% من اوراق الضمانات للسعودية سيأتي من امريكا، وينتظرها سنه من الانتخابات القاسية
، فالجمهوريين لن يتركوا راحة للديمقراطيين بهذا الملف وتقديم لهم انجازا انتخابيا بسهولة، وكثيرون من الديمقراطيين من الناحية الاخرى، لن يتركوا لبيادن راحة بالملف الفلسطيني على الاقل.
بأختصار، خطاب نتنياهو ليس اكثر من خطاب كلامي، والساحة الحاسمة بالنتيجة تعتمد على عاملين؛ خلاصات الصراع الدولي في اكرانيا، ومدى صمود ومقاومة شعبنا الفلسطيني.
من هنا وهناك
-
مقال: ماذا وراء تسريب التسجيل الصوتي للرئيس عبد الناصر في هذا الوقت ومن المستفيد؟ بقلم : زياد شليوط
-
مقال : ‘ حتى نلتقي صبري ‘ - بقلم : يوسف أبو جعفر
-
متى سينتخب البابا الجديد؟ بقلم : وديع أبو نصار
-
مقال: نحن في المرحلة الاخطر منذ بدء الحرب ..لماذا ؟ بقلم : د. سهيل دياب - الناصرة
-
هل سيبقى النزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ قائمًا إلى يوم الدين؟ بقلم : المحامي زكي كمال
-
‘ الوساطة نهج حياة ‘ - بقلم: الشيخ أكرم سواعد
-
‘الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال‘ - بقلم : د. نضير الخزرجي
-
‘ يسوع أنت فصحُ السّماء ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
مقال: ليست الأسود والقردة فحسب: عن التجارة غير القانونية بالحيوانات البرية
-
‘ أنا وجبران والصّليب...‘ - بقلم: زهير دعيم
أرسل خبرا