‘ يونس نصار الوطني الشهم ‘ - بقلم : محمد بركة
ودعنا يوم السبت الحاج يونس نصار، أبو كرم رحمه الله، الى مثواه الأخير. رحل عنا الرجل الرجل، صاحب الشخصية الوطنية والاجتماعية البارزة، أحد أبطال يوم الأرض الخالد، رجل الإصلاح، الانسان الطيب الكريم الشهم الدمث،
محمد بركة - رئيس لجنة المتابعة - تصوير : موقع بانيت وصحيفة بانوراما
صاحب العزيمة والإصرار الذي لا يلين، وصاحب الواجب الذي لا يتأخر كل الظروف.
تقربت من اسم الحاج يونس نصار، أبو كرم، عشية يوم الأرض الخالد في العام 1976، وتحديدا في اجتماع رؤساء السلطات المحلية العربية في شفاعمرو، التي حاولت السلطة الغاشمة الإسرائيلية فيه اجهاض يوم الأرض.
يومها وقف أبو كرم رئيس مجلس طرعان المحلي آنذاك، كالطود الشامخ مع ثلة قليلة من الرؤساء، وعلى رأسهم رفيقنا القائد طيب الذكر توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة، للدفاع عن إرادة الشعب بإعلان الاضراب العام في 30 آذار الذي أقرّته لجنة الدفاع عن الأراضي العربية.
بعدها كان لي شرف الالتقاء مع الحاج أبو كرم في مناسبات وطنية، وفي اصلاح ذات البين وعقد رايات الصلح الأهلي، وفي مناسبات اجتماعية كثيرة، الى جانب زيارات متكررة لمنزله العامر مع أبناء عائلته الرائعة، التي اعتبرت نفسي جزءً منها.
وكان للقاءات شبه السنوية في مطعمه في مشارف طرعان الغالية، نكهة خاصة حيث كنا نلتقي في ساعات الصباح مع عدد من الأصدقاء اصحاب الحضور الناصع في المشهد الوطني والاجتماعي، ومنهم الشاعر سميح القاسم ورامز جرايسي ومحمد عبري نصار واحمد مصالحة واحمد الجربوني وعمر واكد نصار، حيث كنّا نتداول بالشأن العام ونراجع بعض الذكريات، ولم تخلُ هذه اللقاءات من الممازحات الجميلة والموقف المرحة.
قبل سنوات عديدة تسلل المرض الى جسد الحبيب أبو كرم، حيث عبر مرحلة قاسية، كادت تشكل خطرا على حياته.
اليوم أقول لكم إذا اردتم ان تعرفوا المعدن الصلب والإصرار كيف يكون، أنظروا الى فترة ما بعد مرور المرحلة القاسية من مرض أبو كرم، هذا المرض الذي خلّف في جسده إعاقات في الحركة والنطق، لكنه بإصرار جبّار وبعزيمة لا تنثني، ليس فقط انه لم ينطوِ على نفسه، بل واجه مخلّفات المرض وهزمها بالإصرار والايمان وبدعم رائع وجميل من اهل بيته وعائلته، التي سندته وساندته على أجمل نحوٍ.
اذكر الاحتفال الذي اقامته له العائلة الكريمة بمناسبة خروجه من العلاج، كيف تدفق المئات من محبيه من كل القرى والمدن العربية، حيث تجول هو بيننا مرحّبا وباشّا بجسده الواهن وبعزيمته الفولاذية.
قبل فترة وجيزة، فوجئت بحضور أبو كرم رحمه الله، مع مجموعة من أهلنا من طرعان الى بيت العزاء بوفاة والدي الحاج أبو محمد، رحمه الله، الامر الذي اعتبرته لفتة تتجاوز المألوف لما تحمّله أبو كرم من مشقة للقيام بالواجب.
لقد أحببت هذا الرجل من كل قلبي وسأحتفظ بذكراه في ركن دافئ من قلبي على الدوام.
رحمك الله أيها الغالي والطيب والصديق الوالد، أبو كرم، وتغمدك الله بواسع رحمته وألهم ذويك واحباءك الصبر والسلوان وطيب الذكرى.
ستظل ذكراك، يا أبا كرم، نموذجا ومشعلا وضّاء يشير دائما الى سبيل الخير والانسانية أيها الحبيب.
من هنا وهناك
-
رأي في اللغة ‘إشارةٌ إلى اسم الإشارة قل: هؤلاءِ العلماء، وقل: هذهِ العلماء‘ - بقلم : د. أيمن فضل عودة
-
‘ دهشة مقدسيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
-
مقال: ‘ترامب: أحبه ويُحبني وتُحب مصالحه تحالفي‘ - بقلم : أحمد سليمان العُمري
-
مقال: الخطايا الثلاث لمرشح الانتخابات - بقلم : اسعد عبدالله عبدعلي من العراق
-
يوسف أبو جعفر من رهط يكتب : حتى نلتقي.. عسل
-
المحامي زكي كمال يكتب : ترامب .. بين قيادة العالم وجرّه إلى الهاوية
-
‘لم يكن بالإمكان أفضل مما كان‘ - بقلم : وسام بركات عمري
-
الحسّ الأنثوي في رواية ‘رحلة إلى ذات امرأة‘ للروائية المقدسية صباح بشير - بقلم : علاء الأديب
-
‘ في ذكرى وفاة أبي: لا عزيز ينسى ولو مرّ على وفاته ألف عام ‘ - بقلم : الكاتب أسامة أبو عواد
-
‘ أرجوحة ماغوطيّة ‘ - بقلم : حسن عبادي من حيفا
أرسل خبرا