مؤسسة التعاون تطلق منحة ‘السرديّة الفولكلورية الفلسطينية – نرويها لتبقى‘ مع مؤسسات ثقافية فلسطينية
في لحظةٍ تقف فيها الرواية الفلسطينية أمام تحديات كُبرى من الطمس والتشويه، يأتي إطلاق مجموعة "نرويها لتبقى" من قبل مؤسسة التعاون وشركائها ليؤكد أن "الحكاية، كما الحجر، قادرة على الصمود، بل على صناعة الحياة" .
تصوير دائرة الإعلام والتواصل
ففي فعالية ثقافية مميزة، أطلقت مؤسسة التعاون مع شركائها مخرجات منحة "السرديّة الفولكلورية الفلسطينية – نرويها لتبقى"، والتي أدارتها وأشرفت على تنفيذها مؤسسة التعاون، بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبالشراكة مع خمس مؤسسات ثقافية فلسطينية.
وتُوج هذا التعاون بإنتاج 44 مادة مرئية موزعة على خمسة مشاريع تنوعت بين الوطن والشتات، بالإضافة إلى توثيق شفوي شامل للمبادرات المشاركة عبر مقابلات مع المؤسسات الشريكة، وإنتاج فيديوهات قصيرة تُبرز الحكايات والقصص الشعبية المرتبطة بالمواقع الأثرية الفلسطينية.
وفي خطوة تهدف إلى صون هذا التراث وضمان استدامته، عملت مؤسسة التعاون بالشراكة مع المتحف الفلسطيني على رقمنة جميع المخرجات وأرشفتها ضمن الأرشيف الرقمي للمتحف، لتشكل ذاكرة بصرية وسمعية نابضة، تحفظ الرواية الفلسطينية وتنقلها للأجيال القادمة.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال د. طارق امطيرة، المدير العام لمؤسسة التعاون: “في مؤسسة التعاون، نؤمن أن الثقافة هي روح الشعب، وأن الحفاظ على تراثنا الشفوي والمادي هو مسؤولية وطنية لا خيار فيها. لا يمكننا السماح للرواية الفلسطينية أن تندثر أو تتلاشى، بل يجب أن تبقى حية ومتجددة، كما الحجارة التي تثبت جذورنا في الأرض. من خلال ‘نرويها لتبقى’، نحن نتجاوز التوثيق البسيط لنعيد إحياء تاريخنا، ونربط الأجيال الحالية بالماضي. هذا المشروع هو خطوة مهمة في نقل الذاكرة الفلسطينية للأجيال القادمة باستخدام الأدوات المعاصرة. نحن لا نقتصر على جمع القصص، بل نربطها بالأماكن، ونعزز الهوية الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تُروى وتُحفظ للأجيال القادمة.”
في نفس السياق، تحدث عامر الشوملي، مدير عام المتحف الفلسطيني، عن أهمية الأرشفة الرقمية قائلاً: “دائمًا ما كانت حياتنا كفلسطينيين وكلّ ما حولنا من أماكن ومباني ومعالم وأناس، عرضة للقصف، أو النهب أو السرقة أو الاغتيال وفي أيّة لحظة، لذلك فإنّ كل فيديو نوثّقه قد يتحوّل في أي لحظة إلى وثيقة تاريخية مهمّة، حتّى وإن كنّا لا ندرك أهميتها في لحظة التصوير".
في الجلسة الثانية من الفعالية، دار الحوار حول أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني والتحديات التي تهدد هذا التراث. وأكد المشاركون على ضرورة دعم المؤسسات الثقافية في أرشفة مخرجاتها وحمايتها، بالإضافة إلى التأثيرات التي قد تعيق الحفاظ على الهوية الثقافية. كما تم تسليط الضوء على أهمية توثيق الروايات الشفوية للأجيال الأكبر سناً. وقد أُشير إلى أهمية استمرار هذه المبادرات، خاصة في ظل الدمار الكبير الذي شهده قطاع غزة.
قال أحمد الفرا، مدير البرامج في مؤسسة التعاون: “نستمر في تعزيز صمود الهوية الثقافية الفلسطينية في وجه التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، بما في ذلك محاولات طمس روايته. مبادرة ‘نرويها لتبقى’ هي جزء أساسي من جهودنا المستمرة لحفظ تراثنا الشفوي والتاريخي، حيث نقدم من خلالها القصص والحكايات الشعبية الفلسطينية التي ترتبط ارتباطًا عميقًا بالمواقع الأثرية في فلسطين التاريخية وفي الشتات. هذه المبادرة، التي تم تمويلها بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، هي أكثر من مجرد توثيق؛ هي جسر بين الأجيال، يعزز الانتماء ويساهم في بناء هوية فلسطينية قوية ترتبط بالذاكرة والمكان. من خلال هذا المشروع، نحن نثبت أن الرواية الفلسطينية حية، وستظل تُروى لتبقى في مواجهة محاولات محوها.”
وقالت سهير عودة، مديرة مشاريع وبرامج الضفة الغربية في مؤسسة التعاون: “حين تقف أمام حكاية توثّق موقعًا أثريًا دُمّر مؤخرًا في غزة، تدرك أن ما ننجزه هنا ليس توثيقًا فحسب، بل إنقاذٌ لذاكرة شعب.”
المشاريع التي نُفّذت سلّطت الضوء على أماكن، وشخصيات، ومفردات تراثية تُروى لأول مرة بوسائط سمعية وبصرية معاصرة، تستهدف الأطفال واليافعين، وتمنحهم انتماءً فاعلًا لهويتهم.
وفي معرض حديثها، أوضحت دانة خلف، منسقة المشروع قائلة : “ربما لم نستطع منع تدمير كنيسة القديس برفيريوس أو قصر الباشا، لكننا ضمنا أن تبقى سيرتهم حاضرة، ومؤثرة، ومحفوظة في أرشيف رقمي مفتوح للجميع" .
من هنا وهناك
-
‘اللجنة الوطنية للتربية والثقافة‘ الفلسطينية و‘العربية الأمريكية‘ تنظمان ورشة في تونس لإطلاق إطار التحول الرقمي في الجامعات العربية
-
مصادر فلسطينية: ‘الجيش الاسرائيلي يخطر بهدم 106 منازل وبنايات في مخيمي طولكرم ونور شمس‘
-
انطلاق مُنتدى أبحاث طلبة الدراسات العليا في جامعة بيرزيت للعام 2024-2025
-
الهيئة العامة لشركة واصل تعقد اجتماعها السنوي العادي في مدينة روابي
-
رئيس الوزراء الفلسطيني يطلع عددا من المسؤولين البريطانيين على مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية
-
مصادر طبية فلسطينية : ‘8 شهداء في قصف إسرائيلي على رفح وبيت لاهيا‘
-
مصادر فلسطينية: ‘شهداء ومصابون إثر قصف على بيت حانون شمال قطاع غزة‘
-
إطلاق فعاليات أسبوع العمل العالمي للتعليم في فلسطين ‘دفاعاً عن التعليم وحق اللاجئين‘
-
وزير التعليم الفلسطيني يبحث مع الوكالة الفرنسية للتنمية تعزيز الدعم لجامعة نابلس التقنية
-
‘التعليم العالي‘ الفلسطيني تتابع تنفيذ مبادرة نوعية لدعم طلبة جامعات غزة المُتوقع تخرجهم
أرسل خبرا