السفر خارج البلاد يتراجع والعائلات تبحث عن بدائل داخلية أقل تكلفة: ‘الحرب والغلاء والاوضاع الاقتصادية غيرت الأولويات‘
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد المكاتب السياحية نشاطًا متزايدًا، وإقبالا لافتا على الرحلات الداخلية والخارجية. وفي ظل الحرب، والأوضاع الاقتصادية المتقلبة وارتفاع تكاليف السفر،
مصطفى ابو ساجد يتحدث عن حركة السفر خلال عطلة العيد
يبرز سؤال مهم: هل لا يزال السفر، يحتل أولوية في جدول العائلات؟ وأي وجهات هي الأكثر جذبًا هذا العام؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر مصطفى ابو ساجد، مدير مكتب سياحة في ام الفحم، ومرشد سياحي، للتعرف من خلاله على حركة السفر خلال عطلة العيد، أبرز التغيّرات في سلوك العائلات، والتحديات التي يواجهها هذا القطاع، في المرحلة الراهنة.
"الإقبال على السفر هذا العام ضعيف جدًا مقارنة بالسنوات السابقة"
يقول أبو ساجد: " "الإقبال على السفر هذا العام ضعيف جدًا مقارنة بالسنوات السابقة، وتراجع بنسبة كبيرة. هذا التراجع يعود إلى عدة أسباب، أبرزها أزمة الطيران، إذ ليست كل الوجهات مفتوحة، مما يثير القلق لدى المسافرين، خصوصًا أولئك الراغبين في السفر إلى الدول الأوروبية. في السابق، كانت إسطنبول وأنطاليا من الوجهات المفضلة لدى المجتمع العربي، لكن اليوم، ومع توقف الرحلات التركية، أصبح من الصعب الوصول إليها، ما اضطر المسافرين للتوجه إلى الأردن، اليونان أو قبرص، وهي بدائل تتطلب تكاليف إضافية وأسعار تذاكر مرتفعة، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الإقبال على تركيا".
ومضى قائلاً: "يضاف إلى ذلك أن العديد من الدول لم تعد متاحة عبر طيران مباشر، وشركات طيران كثيرة أوقفت رحلاتها نتيجة للحرب، مما زاد من حالة القلق لدى الناس. كما أن الوضع الاقتصادي الصعب أدى إلى تباطؤ في حركة السفر إلى الخارج، رغم وجود بعض الوجهات التي بقيت مفتوحة مثل العقبة، شرم الشيخ، وعمان. لكن اللافت أن الطلب على هذه الوجهات جاء متأخرًا جدًا، لدرجة أنه لم تكن هناك غرف متاحة في فنادق العقبة من فئة الثلاث نجوم. أما الأسعار، فقد ارتفعت بشكل جنوني خلال العيد، إذ وصلت تكلفة الغرفة في بعض فنادق الخمس نجوم إلى 500 دولار لليلة الواحدة، وهو أمر لا يُحتمل، ويُفقد العائلات الحافز للسفر في هذه الفترة تحديدًا. وبسبب هذه الظروف، نشهد اليوم زيادة في الطلب على الرحلات اليومية داخل البلاد، خصوصًا إلى مناطق الشمال، البحر الميت، القدس، نابلس، والخليل، كونها وجهات أقل تكلفة، وتتناسب مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثيرون."
ويتابع مصطفى أبو ساجد: "هناك عائلات تقول لي بصراحة: نحن نرغب بالسفر، لكن الظروف الأمنية والسياسية لا تسمح لنا بذلك. الحرب الدائرة خلقت حالة من القلق العام، وأثّرت على المزاج العام للناس، فلم يعد لديهم الحافز أو النفسية المناسبة للسفر. إلى جانب ذلك، هناك من يتردد بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، ومنهم من يخشى إلغاء الرحلات الجوية أثناء العودة بسبب الأحداث، ما قد يضطرهم لدفع مبالغ طائلة أو الوقوع في إرباك لا يمكن تحمّله."
"الأسعار اختلفت وارتفعت بشكل واضح هذ الموسم"
وحول ارتفاع أسعار الرحلات، أشار مصطفى أبو ساجد الى "أن الأسعار اختلفت وارتفعت بشكل واضح هذا الموسم، لكن في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى. حتى في العام الماضي عانينا من نفس المشكلة – كل شيء ارتفع، من أسعار الفنادق إلى تذاكر الطيران. العامل الأكثر تأثيرًا هو الطيران، الذي تأثر بشكل مباشر بالأوضاع الأمنية والسياسية. بعض شركات الطيران الإسرائيلية، على سبيل المثال، استغلت الأزمة ورفعت الأسعار بشكل كبير، ما ضاعف من أرباحها على حساب المواطنين. السوق بات محدودًا، والطلب مرتفع، وبالتالي تعمل هذه الشركات بطاقة قصوى، ولكن النتيجة يدفع ثمنها المواطن من جيبه."
وجهات السفر الأكثر طلباً
وعن الوجهات الأكثر طلبًا، قال مصطفى أبو ساجد: "الطلب كان كبيرًا على العقبة، ولكن المشكلة أن الناس تأخرت بالحجز. العقبة وجهة مفضلة ليس فقط للمواطنين من الداخل، بل أيضًا لأهل عمّان، إربد، السلط، والزرقاء، ما يجعل نسبة الإشغال عالية جدًا ويؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار. بعض الفنادق وصلت إلى 420، 470 وحتى 500 دولار لليلة الواحدة، في حين أن الأسعار في الأيام العادية تتراوح بين 220 و230 دولار. الأسعار تضاعفت، ورغم ذلك كان هناك إقبال، واليوم لم تعد هناك غرف متوفرة. شرم الشيخ أيضًا شهدت طلبًا ملحوظًا، ولكن لم تكن كل الفنادق متاحة. الوجهات الأكثر رواجًا في المجتمع العربي حاليًا هي: سيناء، العقبة، وعمّان".
وأضاف: "أما داخل البلاد، فبسبب الحرب تراجع الطلب على 'التسيمر'، كما أن أسعار إيلات مرتفعة، والحركة هناك ضعيفة ليلًا، وكثير من المحال مغلقة. من جهة أخرى، ازدادت بشكل كبير الرحلات اليومية إلى الشمال، خاصة إلى الكياكم، إصبع الجليل، للتنزه في الطبيعة، وكذلك البحر الميت، حيث تجد العائلات متنفسًا مريحًا وأقل تكلفة في ظل الظروف الحالية."
من هنا وهناك
-
ماذا طلبت سارة نتنياهو من المفوض العام للشرطة قبل حفل زفاف ابنها؟
-
شركة طيران حيفا تسير خطا مباشرة إلى جزيرة رودس اليونانية
-
د. عصمت وتد يتحدّث عن العمل في أيام العيد
-
من الذبح إلى التخزين: كيف نحافظ على سلامة الأضحية؟
-
اصابة شاب بحادث عنف مع شروق شمس العيد في الطيبة
-
مدير مكتب الرفاه الاجتماعي في شفاعمرو: ‘ارتفاع في عدد العائلات المحتاجة وجهود متواصلة لتلبية الاحتياجات‘
-
حالة الطقس اول أيام عيد الأضحى المبارك: أجواء صيفية حارة نهاراً ومنعشة ليلاً
-
المصلون يؤدون صلاة العيد بمسجد السلام في الناصرة بقلوب تملأها الطمأنينة والخشوع
-
أسمهان جبالي من الطيبة تتحدث عن أجواء العيد واستعدادات جمعية ‘حقنا بالعيش‘ للعيد
-
القاضي الشيخ عبد الحكيم سمارة يتحدث عن يوم عرفة وعيد الأضحى
أرسل خبرا