الممرضة عرين داوود من عرابة .. تمد يدها لمساعدة من أنهكهم المرض والخوف وتكشف عن "أعظم شهادة" حصلت عليها
في زمن تتسارع فيه التحديات الصحية، وتزداد الحاجة إلى كوادر مهنية وإنسانية، تبرز الممرضة عرين داوود من مدينة عرابة، كنموذج مشرّف للعطاء المتواصل والخدمة المجتمعية. بخبرة تمتد لما يقارب 20 عامًا في مجال التمريض،
الممرضة عرين داوود من عرابة تتحدث عن عالم التمريض
تعمل عرين، ضمن خدمات الصحة الشاملة "كلاليت"، وتشغل منذ عشر سنوات، منصب مديرة التمريض في عيادة كلاليت – سخنين، حيث تتابع عن كثب، احتياجات المرضى، وتسعى لتوفير رعاية شاملة ترتكز على الثقة، الاحترام، والاهتمام الحقيقي.
تميزها المهني والإنساني، تُوّج عام 2021، حين حصلت على لقب "الممرضة المتميزة" في كلاليت – لواء حيفا، تقديرًا لعطائها المستمر، وجهودها في تطوير جودة الخدمة التمريضية. قناة هلا استضافت عرين داوود وفتحت معها نافذة على عالم التمريض من الداخل، للتعرف على التحديات اليومية، اللحظات المؤثرة، والدروس التي اكتسبتها خلال مسيرتها الحافلة، في خدمة الإنسان والمجتمع.
رحلة مهنية وإنسانية
تقول عرين في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا حول بداياتها في مهنة التمريض: "بدأت مسيرتي المهنية عام 2005 في عيادة كلاليت بقرية نحف، ومن هناك انطلقت رحلتي التي أعتبرها مهنية وإنسانية على حد سواء. منذ البداية، واظبت على تطوير نفسي أكاديميًا، فحصلت عام 2009 على تخصص في الطب الجماهيري من مستشفى مئير بكفار سابا، ثم أنهيت اللقب الثاني (الماجستير) في التثقيف الصحي الجماهيري عام 2012، وبعدها في عام 2015 حصلت على شهادة مرشدة سريرية مؤهّلة لتدريب طلاب التمريض."
وتُضيف: "في عام 2020–2021 بدأت بتخصص جديد في مجال التمريض وحصانة منظمات صحية ، ومؤخرًا حصلت على شهادة FNP – ممرضة مختصة في طب العائلة، لأكون أول ممرضة في لواء حيفا والجليل الغربي في كلاليت تتخصص في هذا المجال. وتوضّح: "هذا النموذج مقتبس من الولايات المتحدة ويمنح الممرضة صلاحيات أوسع تشمل تشخيص المرض، وصف العلاج، ومتابعة المريض عن قرب. هذا التطور يعكس كيف أن مهنة التمريض هي مهنة متجددة ومتطورة بتطور الإنسانية ذاتها."
"اخترت هذه المهنة استجابة لنداء داخلي"
تؤكد عرين أن اختيارها لمهنة التمريض لم يكن مجرد اختيار وظيفي، بل استجابة لنداء داخلي، حيث قالت: "مهنة التمريض هي مهنة تجمع بين العلم، والفن، والمهارات الإنسانية العديدة. وعندما اخترتُ التمريض، جاء اختياري بدافع فطري وغريزة إنسانية، إذ كنت منذ صغري أشعر بسعادة ورضا داخلي عند مساعدة الآخرين. ولذلك، أنا مقتنعة اليوم أنني لم أختر التمريض كمجرد مهنة أو وظيفة، بل استجابة لنداء داخلي ورغبة صادقة عشتها في أعماقي". وتابعت قائلة: "بالنسبة لي، التمريض هو أسلوب حياة، وهو التعبير الأصدق عن إنسانيتي. وإذا أردت التحدث عن بداياتي، فقد بدأت مثل أي شخص يدخل مهنة جديدة، واضعةً نصب عينيّ آفاقاً وأهدافاً أسعى لتحقيقها والتطور من خلالها. كان النجاح والتقدّم في مسيرتي المهنية دائماً من أولوياتي، وقد بدأت طريقي بتفانٍ وإخلاص شديدين".
"أعظم شهادة حصلت عليها لم تكن ورقية، بل جاءت من المرضى أنفسهم"
وأشارت عرين الى "أن أعظم شهادة حصلت عليها لم تكن ورقية، بل جاءت من المرضى أنفسهم، عندما كانوا يعودون إليّ ويقولون إنني أحدثت فرقًا في حياتهم، أو أنني كنت مصدر دعم ونور في ظلمة مرضهم. تعاملت مع مرضى كانوا يعانون من أمراض صعبة ومعقدة، ورافقتهم في رحلتهم العلاجية، وكانت كلماتهم وتقديرهم لي تمنحني دافعًا داخليًا كبيرًا للاستمرار والعطاء". وتابعت: "في بداية مسيرتي المهنية، كانت هناك محطات مؤثرة، من بينها مرض والدتي – رحمها الله – بمرض السرطان. رافقتها خلال الفحوصات والمتابعة والعلاج، واستمددت منها الكثير من القوة، فقد كانت صبورة بشكل لافت، تتحدى المرض بإرادة قوية. هذا الموقف عمّق إيماني بحاجة المريض إلى مَن يرافقه ويمسك بيده خلال رحلته مع المرض، وهو ما دفعني لأعطي أكثر وأتعمق في مهنتي بصدق. فكّرت حينها أن الاستمرار في هذه المهنة يتطلب مواكبة مستمرة، ليس فقط على المستوى المهني، بل الأكاديمي أيضًا. ومن هنا بدأت رحلتي. وبعد نحو عشر سنوات من العمل، عُرض عليّ تولّي منصب إداري. وكان زوجي – مشكورًا – من أبرز الداعمين لي، إذ قال لي: 'أنا معك، وسأدعمكِ، فتقدّمي ما استطعتِ'. ومنذ تلك اللحظة بدأت عملي الإداري، وها أنا اليوم أواصل هذه المسيرة منذ عشر سنوات في منصبي الإداري في "كلاليت سخنين"."
"كل فرق نصنعه في حياة الإنسان والتأثير الذي نشعر به في تلك اللحظات لا يقدر بثمن"
واختتمت قائلة: " في رأيي، رغم أن مهنة التمريض مهنة ذات طابع مهم وفعال ولها مكانة كبيرة في المنظومة الصحية، إلا أنه لا يزال هناك مجال لتحسين تقديرها وتقييمها بشكل أكبر. ومن منطلق رسالتي إلى الطواقم التي تعمل في هذه المهنة النبيلة، أؤكد على أهمية الاستمرار في العطاء من القلب، لأننا بالفعل نشكل الخط الأول في مجال الصحة ونعزز صحة المجتمع. أما بالنسبة للشباب والشابات الذين يفكرون في خوض مجال التمريض، فأقول لهم: إذا كان لديكم شغف حقيقي لمساعدة الآخرين وعطاء صادق من القلب، فإن هذه المهنة ستفتح لكم أبواب النجاح وتمكينكم من أداء رسالتكم الإنسانية. وأشير إلى أنه رغم التعب والمشقة التي قد تصاحب هذه المهنة، فإن كل فرق نصنعه في حياة الإنسان والتأثير الذي نشعر به في تلك اللحظات لا يقدر بثمن. فعندما أساهم في إنقاذ حياة إنسان، يكون الإحساس الذي أشعر به حقًا لا يُوصف ولا يقدَّر بثمن".
من هنا وهناك
-
اعتقال شاب من شرقي القدس بشبهة ‘نشر فيديو للمرشد الايراني مع أغنية تمجّد وتُشيد به‘
-
الشرطة: احباط محاولة دخول 19 ناشطا أجنبيا للبلاد كانوا يخططون لتنفيذ نشاطات ضد إسرائيل
-
الطيبي وبن سعيد يطالبان وزير التعليم بعدم تأجيل موعد امتحانات البجروت
-
الشرطة: معالجة أكثر من 4600 حادثة مختلفة في البلاد منذ اعلان حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية
-
الشرطة: إحباط محاولة تهريب 6 أسلحة من الأردن إلى البلاد
-
بلدية الناصرة: ‘أيمن عودة ومنصور عباس اختارا العبث بمصلحة المدينة‘ - القائمة الموحدة في الناصرة: ‘الفساد هو الأزمة وليس المعارضة‘
-
اعتقال مشتبهيْن باقتحام كنيس وفرع البريد في مدينة القدس
-
في لحظة كان يُفترض أن تكون الأجمل في حياتها.. الصواريخ تُباغت العروس في الشارع: ‘عروستنا الحلوة نِزْلت على المَماد‘
-
التأمين الوطني يقرر دفع مخصصات البطالة للمحامين الذين تسجلوا لامتحان النقابة بعد تأجيله
-
اعتقال شاب من شرقي القدس ‘زرع‘ صوت المعلق الشهير عصام الشوالي على تسجيل فيديو للصواريخ الإيرانية في سماء تل ابيب
أرسل خبرا