اذ يبلغ باع جناحيه ما يقارب ثلاثة أمتار، ويزيد وزنه عن عشرة كيلوغرامات.

وقال ليئور دور: "بدأ اليوم كأي يوم عادي في العمل، اذ كنت جالسا قرب النبع وأشير أحيانا إلى النسور التي تحلق فوقنا ليلتفت إليها الزوار. فجأة، نظرت جنوبا نحو فتحة الوادي، فرأيت نسرا ضخما داكن اللون يحلق في السماء ليس ببعيد عني، وسرعان ما أدركت مدى أهمية الحدث إنه "نسر الأذون". بحماس شديد بدأت ألاحقه لأصوّره وأبحث عن شبكة اتصال لأبلغ عنه. حلق نسر الأذون النادر فوقي برفقة نسور أخرى لمدة قاربت الساعة، وكان أحيانا يمرّ على ارتفاع منخفض جدا فوق رأسي أو يهبط على الجروف بثقل وبشكل مهيب، حتى ابتعد في نهاية المطاف نحو الصحراء نحن ندعو الجمهور لزيارة محمية عين عفدات لرؤية " نسر الأذون ". وآمل أن يبقى " نسر الأذون " هذا في البلاد، فهو طائر ذو أهمية كبيرة."

بدورها، قالت أورلي جلعاد، مديرة منطقة جبل النقب في سلطة الطبيعة والحدائق : "لقد واجهت جهود الحفاظ على " نسور الأذون " في البلاد صعوبات عديدة، لكننا نأمل أن يزورنا المزيد منها، وربما نشهد عودتها لتكون جزءا لا يتجزأ من مشهد النقب كما كانت في الماضي. نحن نعمل على إنشاء نواة تكاثر مشتركة مع دول الخليج، حيث توجد أعداد كبيرة من " نسور الأذون " ."

"نسر مهدد بالانقراض على مستوى العالم"
يتميز " نسر الأذون " النقب بلونه البني الداكن، وبطنه الفاتح، ورأسه وعنقه الخالي من الريش والرمادي اللون. يتغذى على الجيف، وبفضل منقاره القوي، يمكنه تمزيق جلود الحيوانات الكبيرة مثل الجمال. كما أنه قادر على صيد حيوانات صغيرة مثل الأرانب والسحالي.

يعيش " نسر الأذون " غالبا بشكل فردي أو في أزواج، ويبني أعشاشه على الأشجار في الأودية الواسعة. يتكوّن عشه الضخم من الأغصان وقد يصل ارتفاعه إلى متر واحد وقطره من مترين إلى ثلاثة أمتار. تضع النسور الأذون بيضة واحدة، وتستغرق دورة تكاثرها حوالي عام كامل.

 يقول الدكتور يؤاف برلمان، مدير مركز الطيور في جمعية حماية الطبيعة: " نتيجة لإطلاق النار العشوائي، واختفاء مصادر الغذاء، والانزعاج أثناء التزاوج، انقرضت نسور الأذون كمتكاثرة في إسرائيل وهي من الأنواع المهددة بالانقراض عالميا، ويُقدّر عددها بنحو 8000 طائر في إفريقيا، ونحو 500 فقط من السلالة الخاصة بمنطقتنا، جميعها في شبه الجزيرة العربية. آخر عملية تكاثر تم رصدها في البلاد كانت في عام 1989 في منطقة يوتفاتا. وخلال السبعينات، بدأت محاولات مختلفة لإنقاذها من الانقراض، مثل إقامة محطات تغذية في منطقتين في وادي النقب - في حتسيفا وجبال إيلات، إضافة إلى إقامة نواة تكاثر في الحديقة الحيوانية التابعة لجامعة تل أبيب، اعتمدت على جمع الفراخ من الأعشاش في وادي النقب . لكن تجربة التكاثر فشلت وتضاءلت الجهود على مر السنين".

تصوير: ليئور دور - سلطة الطبيعة والحدائق

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ