مشروب الطاقة متعللات بالحاجة إليها، بجانب مذاقها الحلو، وهنا نتساءل: ماذا يقول الطب عن مشروبات الطاقة أثناء الحمل؟

علماً بأن كل ما يدخل إلى جسد الحامل لا يخصها وحدها بل يخص جنينها أيضاً، ولكن هل يمكن للمرأة الحامل أن تتناول مشروبات الطاقة؟ الدكتورة هند سلمي، استشاري النساء والتوليد، تجيب: أن مشروبات الطاقة أخطر من القهوة على الحامل؛ لأنها ليست مجرد كافيين بل مجموعة من المنبهات لها تأثيرها الكامل على الجنين.

مكونات مشروبات الطاقة:

الكافيين: يعد المكون الأساسي لمشروبات الطاقة، فهو منبه طبيعي للدماغ، والجهاز العصبي، ويحوي 70 إلى 240 مجم من الكافيين.

الجوارانا: مستخلص نباتي، ويعد مصدراً قوياً للكافيين، وقد يساعد في تخفيف آلام العضلات.

الجينسنغ: مستخلص نباتي أيضاً، له تأثيرات إيجابية على وظائف المخ.

فيتامينات ب المركبة: تساعد الجسم على امتصاص الطعام وتحويله إلى طاقة.

مشتقات الأحماض الأمينية: مثل التورين، وإلثيانين، والتي تلعب دوراً مهماً للتحكم في عمليات التمثيل الغذائي بالجسم.

السكر: المصدر الرئيسي للسعرات الحرارية في مشروب الطاقة، تتراوح نسبته من 110 إلى 220 سعراً حرارياً.

فوائد مشروبات الطاقة:

زيادة اليقظة العقلية عن طريق تحسين وظائف المخ، مع تقليل الإرهاق العقلي والذهني أيضاً، وشرب عبوة واحدة فقط بسعة 500 مل، يزيد من التركيز والذاكرة بنحو 24 بالمائة.

الزيادة في وظائف المخ ترجع بشكل أساسي إلى الكافيين، بينما الجمع بين الكافيين والسكر في مشروب الطاقة ضروري لتحقيق أكبر فائدة.

مشروبات الطاقة تحتوي على كميات عالية من السكر والكافيين، ومكونات منشطة أخرى؛ تهدف إلى زيادة اليقظة والطاقة البدنية، كما أنها تُسوّق بشكل مغرٍ للغاية، تحت لافتة "للذين يواجهون ضغوطاً يومية"، لكنها تُخفي في عبوتها الصغيرة عبئاً صحياً لا يُستهان به.

تأثير الكافيين على الحامل:

الكافيين: هو الغالب على مكونات مشروبات الطاقة، ومعدل نسبته فيها بين 80 و300 ملغ في العبوة الواحدة، أي ما يعادل تقريباً 3 أكواب من القهوة القوية، والكافيين يعبُر بسهولة المشيمة ويصل إلى الجنين، لكن كبد الجنين لا يكون قد تطور بما يكفي لتكسير الكافيين، لهذا يفضل ألا تتجاوز الحامل 200 ملغ من الكافيين يومياً، بجانب أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على ما يزيد عن 10 ملاعق سكر في العبوة الواحدة، بالإضافة إلى محليات صناعية.

المخاطر المنتظرة:

ارتفاع مستوى السكر في الدم للحامل قد يؤدي لسكر الحمل.

زيادة احتمالية الولادة القيصرية.

تحفيز اكتساب وزن زائد للحامل والجنين.

التورين قد يؤثر على تطور الجهاز العصبي للجنين.

الجينسنغ له خصائص تؤثر على توازن الهرمونات.

الجوارانا تحتوي على كافيين إضافي غير معلن عنه غالباً.

استطلاع رأي: عن الحامل ومشروبات الطاقة

في استطلاع رأي شمل 50 طبيباً في تخصص النساء والولادة، جاءت الردود كالتالي:

92 %منهم نصحوا بتجنب مشروبات الطاقة تماماً أثناء الحمل.

6 %فقط قالوا إنه يمكن تناولها باعتدال شديد نصف عبوة كل عدة أيام.

2 %فضلوا عدم التعليق؛ نظراً لعدم وجود دراسات كافية على بعض المكونات.

التأثيرات المرضية

سجلت دراسات طبية عديدة مضاعفات لدى حوامل تناولن مشروبات طاقة بانتظام، ومنها:

زيادة خطر الإجهاض التلقائي.

انخفاض وزن الجنين عند الولادة.

تسارع نبضات قلب الجنين.

تسمم الحمل.

عدم انتظام ضربات قلب الحامل.

القلق والأرق.

ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.

الولادة المبكرة نتيجة فرط النشاط الرحمي.

كما أشارت دراسة إلى أن استهلاك مشروبات الطاقة خلال الثلث الأول من الحمل تحديداً، ارتبط بزيادة بسيطة في معدل تشوهات خلقية في قلب الجنين.

6 نصائح مباشرة لمنْ يتناولن مشروب الطاقة:

الماء واللبن مشروبان لصحة الحامل والجنين

التوقف تماماً عن استخدام مشروبات الطاقة خلال الحمل؛ لاحتوائها على نسبة عالية من عنصر الكافيين، والسكريات، وبعض العناصر الأخرى التي لم يثبت أمان استخدامها خلال الحمل.

عدم الإفراط في تناول مشروبات الطاقة حتى خارج الحمل؛ لأنها ترفع من معدل نبضات القلب والجهد على الدورة الدموية في الحالات الطبيعية.

زيادة جهد القلب وجهاز الدوران خلال الحمل، وبتناول مشروبات الطاقة يزداد الجهد عليهما، لذلك يجب تجنب ما يرفع من هذا الجهد.

الحد من استهلاك جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل القهوة، والشاي، واستبدالها بعصائر طبيعية، وبالإكثار من شرب الماء واللبن.

لها تأثيرها السلبي والخطير، وقد تؤدي إلى الإدمان إذا ما زادت عن حدها؛ نظراً لأن مشروبات الطاقة تضر أجهزة الجسم المختلفة؛ من الجهاز العصبي فالهضمي فالدورة الدموية.

تجنبي الكافيين لأثره السلبي على الجنين أيضاً؛ مشروبات الطاقة منبهة أكثر من أنها مشروبات تمد الجسم بالطاقة والسعرات، وذلك بسبب احتوائها على نسب عالية من الكافيين والمنبهات.

أدلة وأرقام تؤكد أضرار مشروبات الطاقة عامة

تظهر مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية أن مشروبات الطاقة يمكن أن تكون لها آثار صحية خطيرة، خاصة عند استهلاكها من قبل الأطفال والمراهقين والشباب، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة، وتشمل الأضرار:

وجود تأثيرات سامة للكافيين عند الوصول إلى تناول 1200 مجم، والتي يمكن أن يوفرها تناول عبوتين أو ثلاث من مشروبات الطاقة في اليوم الواحد.

تسبب الكميات الكبيرة من الكافيين مشاكل خطيرة في القلب والأوعية الدموية مثل: زيادة ضغط الدم، واضطراب معدل ضربات القلب، الأمر الذي قد يتطلب الرعاية الطبية الطارئة.

يضر الكافيين أيضاً بالجهاز العصبي للأطفال الذين لا زالوا في مرحلة النمو، قد يرتبط استخدام الكافيين كذلك بالقلق، ومشاكل الجهاز الهضمي، والجفاف.

احتواء مشروبات الطاقة على ما بين 54 إلى 62 جراماً من السكر المضاف؛ هذا يتجاوز الحد الأقصى من السكريات المضافة الموصى بها ليوم كامل.

زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 26%، وزيادة الوزن، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة بالنقرس. مع المشروبات عالية السكر.

بدائل مشروبات الطاقة

إذا كانت الحامل تشعر بالإرهاق أو النعاس الدائم، فهناك خيارات أكثر أماناً:

الماء المُنعش مع شرائح الليمون أو النعناع.

شاي الأعشاب الآمن للحمل؛ مثل البابونج أو الزنجبيل بكميات معتدلة.

الفواكه الغنية بالسكر الطبيعي والطاقة مثل التمر والموز.

الراحة والنوم الجيد، مع ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو اليوغا.

التوصيات الطبية النهائية

تجنبي تماماً مشروبات الطاقة أثناء الحمل، واقرئي الملصقات جيداً؛ بعض العصائر الجاهزة قد تحتوي على كافيين أو مكونات منشطة.

استشيري طبيبك قبل تناول أي مشروب أو مكمل غذائي غير موصوف، ولا تثقي بالإعلانات الترويجية، فسلامتك وسلامة جنينك لا تُقاس بنشاط ساعة أو اثنتين.

تصوير maxim ibragimov-shutterstock

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ